استيقضت من النوم في التاسعة صباحا وذكرني الهاتف أنه عيد ميلاد إحدى الأصدقاء، فاتصلت (وأنا في الفراش) لأبارك لها عامها الجديد ..
قالت غير مبالية بالإتصال: شفت شصار بلبنان؟
- لا شصار؟
- فجروا موكب الحريري .. ومات..
- متى؟!
- قبل ساعتين.. بجانب فينيسيا ..
تظاهرت بمعرفة فينيسيا بينما أعطتني إبنة أخيها ذات الثلاثة أعوام لتكلمني.. بينما تؤنب هي البنت الأخى (ذات العامان) لمحاولتها إبتلاع ورقة!!
يالله صباح خير!
لا أعلم لماذا تذكرت مبنى الحريري في جامعة بوسطن فجأة.. وقصة إهداء المبنى حيث كان يدرس أبنه المتوفي.. وتذكرت ماكان يقوله اللبنانيين -المسيحيين- ضد الحريري عندما كنت أزور لبنان في السابق..
إميل لحود والمسيحيين..
حزب الله والشيعة..
جنبلاط والدروز..
سورية ومخابراتها..
الجماعة -التي خرجت فجأة- لتعلن مسؤوليتها عن إغتيال الحريري (الكافر)..
من المسؤول عن هذه الجريمة المروعة؟
لا أعتقد أنه يهم، بقدر ما يهم أنه قد جرت عملية
الإغتيال المروعة..
حاولت أن أحصل على المزيد من المعلومات لكن CNN و Fox News و MSNBC مشغولين بنقل أفضل أنواع الشوكولاته و Most Romantic Hotels وكيفية قطف الزهور وصناعة الدببة القطنية! ناس سخيفة باهتمامات أسخف.. لا يرون أبعد من طرف أنوفهم..
ويبقى الإنترنت سيد الموقف في مثل هذه الحالات.. وتعرفت أكثر على الحريري..
ولد الحريري الممتلىء الجسم الذي غزا الشيب شعره في صيدا (جنوب) من اب يعمل في القطاع الزارعي. وفي سن الثامنة عشرة انتقل الى السعودية. في بادئ الامر، درس الرياضيات في احدى ثانويات جدة على البحر الاحمر ثم عمل محاسبا لفترة قبل ان يخوض غمار العقارات مستفيدا من الطفرة التي لا سابق لها في هذه السوق على اثر الازمة النفطية في العام 1973.
وقد حالف الحظ هذا المقاول اللبناني عام 1977 عندما كلفه الملك خالد بن عبد العزيز بناء فندق في الطائف لاستضافة احد المؤتمرات، وقد وعد بتشييده في اقل من ستة اشهر. ونجح في رهانه وفاز تاليا بثقة ولي العهد في ذلك الحين الامير فهد بن عبد العزيز، وهو العاهل السعودي حاليا. وفي 1978 حصل على الجنسية السعودية وهو امر نادر جدا. وتقدر ثروة الحريري بحوالى عشرة مليارات دولار.
وقد استثمر كثيرا في القطاعات المصرفية والعقارية والصناعة ووسائل الاتصالات والاعلام. ويملك الحريري محطة تلفزيون خاصة "المستقبل" و صحيفة "المستقبل". كما يملك "اذاعة الشرق" ومقرها باريس. وخلال الحكومات التي شكلها، عمد الحريري الى وضع اتصالاته الشخصية في خدمة بلده. فالى جانب العائلة الملكية في السعودية، يقيم الحريري علاقات شخصية مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي يعتبره "صديقا".
وراح الحريري يجول في العالم لنيل ثقة المستثمرين الاجانب واللبنانيين المهاجرين يحضهم على العودة الى لبنان بعد الحرب (1975-1990)، وذلك رغم استمرار النزاع في الشرق الاوسط. وفي الوقت ذاته، قاد عملية اعادة اعمار مؤسسات الدولة والبنى التحتية في وقت شغلت فيه جرافاته وسط العاصمة اللبنانية التي اوكلت الى شركة "سوليدير" الخاصة التي اسسها وباتت اسهمها مطروحة في بورصة بيروت.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2002، حصل على موافقة المجتمع الدولي خلال لقاء في باريس لنجدة لبنان الذي كان على شفير الاختناق المالي في مقابل اصلاحات اقتصادية تشمل خصخصة عدة قطاعات من الاقتصاد. لكن خلافاته مع رئيس الجمهورية اللبناني اميل لحود ادت الى شلل السلطة التنفيذية ومنعت تطبيق الاصلاحات. ويرزح لبنان اليوم تحت عبء دين يقارب الخمسة والثلاثين مليار دولار اي حوالى ضعفي اجمالي ناتجه الداخلي.
وتزوج الحريري مرتين وله خمسة اولاد.
(إيلاف)
الله يرحمه.. وأتمنى من كل قلبي ألا تكون هذه بداية لصراع دموي جديد..
No comments:
Post a Comment